علمنى كيف أنساك
كيف أنسى أنى وضعت قلبى بيديك
كانت تلك هى الكلمات القليلة التى قالتها حنان لذلك الرجل الذى تملك قلبها
قالتها والدموع تغرق وجنتيها وعلامات الالم ترتسم بمحياها الرقيق
قالتها ولم تكن تدرى ماذا سيكون الرد
او ماذا سيفعل ذلك الرجل
قالتها وارتمت فوق الاريكة تجهش بالبكاء
وتشعر ان الارض تميد من تحت قدميها
ومن حولها الوان مختلطة لا تكاد ترى شئ
علمنى كيف اغفل عن عمر مضى
وانت تحتل كيانى وتسرى بدمائى
وانت تحمل دقات قلبى وارتجافة اناملى كلما قابلتك
لم يكن مروان يدرك كم يحبها وكم يعشق رقتها وطيبة قلبها فهو لم يقابل مثلها يوما
ولكن كان هناك ماهو اكبر من حبه لها
كيف يخبرها ان ايامه فى الحياة معدودة
وان هناك مرض قاس احتل احشاؤه
يؤلمه بالقدر الذى يؤلمه به فقد حبيبته
ولكنه لا يريدها ان تحزن لفراقه
او تبكى الامه يريد ان يرقد بمستقره الاخير بهدوء وبعيدا عن دموعها وآهاتها
يريدها ان تنساه وتحيا ايامها بدونه ومع غيره حتى وان قتلته الغيرة والحزن
قال لها
بل علمينى انتى كيف انساك
علمينى كيف افارق الوجه الجميل
والنفس الكريمة والقلب العطوف
كيف اقوى ان ابتعد عن تلك العيون
التى اذابتنى وجدا واحرقتنى شوقا
كيف افارق الامن بين يديك
والعذوبة فى راحتيك
كيف اقطع الانفاس من صدرى
وارفض رحيق عطرك بأنفى
كيف اقوى على عذاب نكرانى لحبك
مزقينى كى لا أغادر دربك
اقتلينى كى لا اسافر بعيدا عنك
هنا تاهت الاحرف والكلمات
بين ثنايا الرغبة والاحساس
بين البكاء وهمس السكات تلاقت العيون
واندهشت العقول وكل يفكر ماذا يقول
انتفض كليهما وصمتا لحظات تكاد ثوانيها تنتحر استعجالا وفجأة تتلاقى الايدى وتتشابك الارواح
لم ادرى بتلك اللحظات هل غاب عن مروان ما كان آتيا من أجله
ان يقطع صلته بها ام ان الهوى كان اقوى من عقله لحظة فارقة لا توصف
فقد انهالت الدموع بينهما كالشلال فى صمت هائل
لم اكن اروى قصة بقدر ما اصف مشهد فاق حد الخيال
ما اغرب الحب وما اعجب سلطانه
فلتفعل الاقدار ما تشاء
والسلام
مع تحيات الخيار الصعب